بقلم المهندس/ طارق بدراوى
هو مجمع للمصالح الحكومية المختلفة ويسمي اختصارا بإسم مجمع التحرير لوجوده في قلب ميدان التحرير بوسط القاهرة وهذا المبني الضخم قام بتصميمه المهندس المعمارى محمد كمال إسماعيل عام 1951م ويضم المبني العديد من المصالح الحكومية الهامة والتابعة للعديد من الوزارات من أهمها مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وإدارة مباحث الأموال العامة والتابعة لوزارة الداخلية كما يوجد به مكتب بريد كبير يتبع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات …..
ويتكون المبني من 14 دور وتم البناء علي مساحة 28 ألف متر وارتفاعه 55 متر وبه 1356 حجرة غير الخدمات كالتواليتات والبوفيهات ويتسع لحوالي 9 آلاف موظف ويتميز بالصالات الواسعة والمتاور والنوافذ العديدة والممرات الواسعة بكل دور وقد تكلف البناء 2 مليون جنيه وهو مبلغ كبير بأسعار وقت البتاء …..
ويعتبر مبني المجمع بحق أثرا تاريخيا وشكله مميز جدا فإذا نظرت إليه من ناحية مسجد عمر مكرم سيبدو كالسفينة وإذا نظرت له من الخلف سيبدو كجزء من دائرة وإذا وقفت في وسط ميدان التحرير ستجد أنه علي هيئة قوس ويبقى أن نقول إن ميدان التحرير الذى يتواجد فيه المجمع ويستمد منه إسمه تم تخطيطه وإنشائه في عهد الخديوى إسماعيل وكان إسمه ميدان الإسماعيلية نسبة إليه وبدأ يسمى ميدان التحرير مع اندلاع ثورة عام 1919م وتم تثبيت وترسيخ الإسم رسميا بعد ثورة عام 1952م وهو أكبر ميادين القاهرة ويشبه إلي حد كبير ميدان شارل ديجول بباريس وبه العديد من المباني الهامة تطل عليه أولها المجمع بالإضافة إلي المتحف المصرى ومبني الجامعة الأمريكية ومسجد عمر مكرم وفندق هيلتون النيل سابقا والريتز كارلتون حاليا وفندق هيلتون رمسيس ومبني وزارة الخارجية القديم ومبني جامعة الدول العربية كما تلتقي عنده مجموعة من أهم شوارع وسط القاهرة منها شارع عمر مكرم وشارع القصر العيني وشارع محمد محمود وشارعي التحرير وطلعت حرب وشارعي البستان وشامبليون وشارعي قصر النيل وميريت باشا …..
ويتبقى أن نقول إن ميدان التحرير كما شهد أحداث ثورة عام 1919م فقد شهد بعدها وخلال ثلاثينيات وأربعينيات وأوائل خمسينيات القرن العشرين الماضي العديد من المظاهرات الحاشدة التي كانت تطالب بالاستقلال التام ورحيل الإنجليز عن مصر نهائيا كما شهد الميدان مظاهرات التاسع والعاشر من شهر يونيو عام 1967م الرافضة للهزيمة وفي أوائل عام 1972م شهد المظاهرات الحاشدة التي كانت تطالب بضرورة تحرير سيناء ثم دارت الأيام وبعد 39 عاما شهد الميدان أيضا أحداث ثورة 25 يناير عام 2011م والتي كان من نتائجها تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير عام 2011م بعد أن اعثصمت الجماهير في الميدان لمدة 15 يوما مصرة على ضرورة رحيله وسقوط نظامه بعد أن ظل في الحكم قرابة الثلاثين عاما وبعد ذلك بسنتين وعدة شهور شهد الميدان ثورة أخرى هي ثورة 30 يونيو عام 2013م والتي أسفرت عن سقوط الرئيس السابق محمد مرسي وخلعه عن الحكم يوم 3 يوليو عام 2013م بعد أن اعتصمت أيضا الجماهير في الميدان لمدة 4 أيام مطالبة بسقوطه وسقوط نظامه بعد أن ظل في الحكم لمدة سنة واحدة فقط وكأنه قد كتب علي الميدان أن يكون شاهدا على الأحداث التاريخية الهامة التي تمر بها مصر علي مر السنين وعاشت مصر وعاش شعب وجيش ورئيس مصر …..